منتدى المبرمج العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ما أتعس الحياة بلا دين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zest
مبرمج لا يعلى عليه
مبرمج لا يعلى عليه
zest


عدد المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
العمر : 38
الموقع : http://almobrmeg.formyjob.net

ما أتعس الحياة بلا دين Empty
مُساهمةموضوع: ما أتعس الحياة بلا دين   ما أتعس الحياة بلا دين Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2009 11:54 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الزملاء أعضاء المنتدى .. تحية طيبة..
هذه أول مشاركة لي بالمنتدى، وذلك بعد أن اطلعت على عدد من المواضيع والمشاركات التي لفتت انتباهي، كما لفت انتباهي أيضا حرص الأعضاء كل على دينه، وهذا من الأمور المحمودة لدي، فلا خير في حياة بلا دين..
أقول هذا الكلام وأعرفه جيدا، حيث أنني أقيم حاليا بالصين؛ بلد المليار والثلاثمائة مليون كائن حي يعيشون لا لشيء إلا ليأكلوا ويشربوا ويتناسلوا..
لذا فأقول قول خبير في هذا الأمر: ما أتعس الحياة بلا دين ولا إيمان، ما أشقى ذلك الكائن الذي يحيا هذه الحياة معتقدا أنها كل شيء، وبعدها لا شيء..
بل ما أتعس ذلك الكائن الذي يحيا معتقدا أنه لا توجد في هذا الكون قوة تدفعه وتحميه، ويستمد منها المدد والحياة، ويستمد منها ما يخفف عنه آلامه إذا تألم، ويستمد منها العون إذا طلبه..
ما أتعس ذلك الكائن الذي يحيا ويظن أنه يسير بلا هدى، بلا محور يدور حوله ويمنعه من الانفلات فيخبط في الحياة خبط عشواء..
وما أشقى ذلك الكائن الذي يحيا حياة يرى فيها ظالمين ومظلومين، ويرى صالحين وغير صالحين، ثم يظن أنه بعد الموت فالكل سواء ولا حساب وجزاء..
بل والأمرّ من ذلك أنك إذا سألت أحدهم عن الدين؛ فيقول ما ترجمته: ليس لي دين، يقولها وكأنه يقول أنه ليس له حذاء مثلا، ولو ذهبت تحدث أحدهم أو إحداهن عن أهمية الدين في حياة الإنسان، ينظر إليك وكأنك تقول كلاما عجيبا ويظن كأن بك لوثة عقلية..
وبعد قرابة العامين قضيتهما هنا بينهم، اكتشفت حقيقة الأمر؛ ذلك الذي يصعب التواصل بيني وبينهم في هذا الأمر، ومنه عرفت الإجابة على أسئلة كثيرة كانت تحيرني وتحير كل من أقام بهذا البلد لفترة قصيرة كانت أو طويلة..
أما الذي اكتشفته وعلمت أنه يصعب التواصل بيني وبينهم هو أنني دخلت من الباب الخطأ وبدأت من منتصف الطريق ومن مرحلة متقدمة منه ولم أبدأ من أوله ومن البداية الصحيحة التي كان ينبغي علي أن أبدأها.
فخطأ أن أكلم هؤلاء فيما يخص الإنسان، وهم قد تنازلوا راضين مختارين عن إنسانيتهم وكل ما يخص الإنسانية، من دين وعاطفة ومطالب روحية، وارتضوا لأنفسهم حياة يعافها الحيوان الأعجم، أو هكذا أرى الأمر وقد يري غيري الصورة بشكل مختلف.
بل البداية الصحيحة أن أتكلم مع هؤلاء عن الإنسانية وخواصها وكيف يكون الكائن إنسانا.
وتلك الحقيقة التي اكتشفتها أعطتني أجوبة لأسئلة كانت تحيرني وتحير كل من أقام بالصين لفترات طويلة، فهنا إذا عشت شهرا أو عاما أو عشرين عاما أو عشت حياتك كلها سواء، تظل غريبا في أعين هذا الشعب ولو اختلط بينهم، بل ولو تكلمت لغتهم، تظل غريبا عنهم، فالرابط الوحيد المتبقي بينك وبينهم - بعد اختلاف الجنسيات واللغات وبعد زوال الدين من حياتهم - وهو الإنسانية، تلك القيمة الرائعة التي تعطي الحياة معنى وهدفا وتميزنا عن باقي المخلوقات، أقول أن تلك الرابطة وهي الإنسانية لا وجود لها، أعرف أصدقاء ذهبوا إلى بلاد أوروبية وعاشوا بها، ولم تمر بهم فترة طويلة حتى اختلطوا بشعوب تلك البلاد وأصبحت لهم علاقات وصداقات بها، وارتبطوا بتلك الشعوب بروابط الصداقة والمودة، على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم ومعتقداتهم.
أقول هذا الكلام لأني أومن الآن: أن تنازل الإنسان عن الدين، هو في صورة من أصح صوره تنازل عن إنسانيته.
لذا وفي أول مشاركة أبعث من قلبي تحية طيبة وتقديرا عظيما لكل من له دين يتمسك به ويحافظ عليه.
عفوا إن كنت أطلت في حديثي هذا، لأن في الواقع لدي من الكلام عن هذا الأمر الكثير والكثير، وقد كانت الصدمة عظيمة علي، وأنا أرى أكبر شيء نهتم به في حياتنا وهو الدين؛ أراه لا قيمة له بين شعب يمثل خمس سكان المعمورة.
بالطبع هذا الكلام هو تمهيد ضروري للموضوع، لأني أرى في بداية الحوار عن الدين أن نفهم جيدا أننا نناقش ونجادل ونتحاور عن أكبر قيمة في حياتنا، لذا فكلامي سيكون موجها لتلك الفئة من الناس التي تؤمن بأهمية هذه القيمة، والتي تعرف جيدا عن أي شيء نناقش، فليس الأمر هزلا.
ومن البداية أعلن لجميع الزملاء أعضاء المنتدى والمشاركين أنني أحترم كل الأديان وكل من له دين ومعتقد، وهذا ما دفعني لكتابة مقدمة الموضوع بالشكل الذي ترونه.
وأما بخصوص الحوار فسأحاول أن ألتزم دائما بحدود الأدب واللياقة بما يخص كل دين، وأرجو من كل الزملاء أن نلتزم بذلك سويا.
وهذه دعوة لبداية الحوار ..
وسوف أشير في بداية الأمر إلى عدد من النقاط:
1- الحوار عقلي علمي، يستند إلى العقل لا إلى العقيدة.
بمعنى أن كل مؤمن بدين يعتقد أن دينه محفوظ بقوة غيبية، وهذه عقيدة أنا أحترمها، ولكنها ليست محل النقاش هنا، فالنقاش مثلا إذا كان عن القرآن الكريم، فقد نجد المسلم عقيدته أن القرآن محفوظ لأن الله – سبحانه وتعالى – قد تكفل بحفظه؛ كما في القرآن الكريم: (إنَّا نحن نزَّلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وإذا كان الكلام عن الكتاب المقدس، نجد المسحيين أيضا عقيدتهم أن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد قد كتب بوحي من الله، وتم حفظه.
فهؤلاء جميعا أنا أحترم عقائدهم، ولكن حفظ القرآن الكريم والكتاب المقدس إذا كان محل النقاش، فسوف تكون الأدلة التاريخية والعلمية هي الأساس، ومثال آخر: إذا رأى أحد الفريقين تناقضات في كتاب الآخر، فإن هذا الفريق لديه من العقائد أيضا ما يسوغ هذه التناقضات ويجعلها مفهومة، وهنا أيضا أقول العقيدة التي أومن بها لا تزيل التناقضات لدى من لا يؤمن بها، وإنما يجب إزالة التناقضات بما يتفق مع المنطق الذي يحكم عقولنا جميعا.
2- العقيدة من الناحية المنطقية لا من الناحية الإيمانية
إذا كان الحوار حول نقطة تخص العقيدة، فالكلام سوف يكون من الناحية المنطقية التي يقبلها العقل لدى كلا الطرفين، واحترام العقائد جميعها أمر ثابت لدى الجميع.
وفي هذه النقطة يجب أن نلفت الانتباه إلى أمر مهم: وهو أنه ليس من السهل على كل دين برهنة جميع العقائد عقليا، بمعنى أن العقائد الرئيسية في كل دين هي محل النقاش، ويكون بعدها أمور صعبة الفهم، ولكن نسلم بها استنادا على صحة العقيدة الرئيسية، مثال على ذلك: المؤمن باليهودية أو المسيحية أو الإسلام يؤمن بالغيبيات بما فيها الملائكة، ومع أن ذلك المؤمن لم ير ملاكا قط ولا يعرف صفته إلا بما وصف به في تعاليم دينه، فلن يكون إثبات الملائكة مثلا محل نقاش. ولذا أيضا يحق لأي مشارك في الحوار عدم الرد فيما يخص أمورا مثل هذه.
3- المسمى لا الاسم
وأعني بذلك أن ننظر إلى حقيقة الأمور، لا إلى الأسماء فقط، وأغلب من تكلموا حول المناظرات يرون أن جميع الاختلافات تكون حول التعريفات فقط، في حين أن المتناظرين متفقون حول الفكرة، ويحضرني حول هذه النقطة مثال وهي قضية النسخ الموجودة بالتشريع الإسلامي، أجد دائما المسيحيين يدورون حول هذه النقطة كثيرا في حين أن النسخ (بمعناه الموجود في التشريع الإسلامي وهو إزالة حكم شرعي متقدم بحكم شرعي آخر متأخر عليه) موجود بالكتاب المقدس، ولكنهم يفسرون ذلك بتفسيرات كثيرة ولكن لا يسمونه نسخا، لذا سنحاول دائما في بداية كل حوار أن نتفق على المفاهيم والتعريفات.
4- الدين وتعاليمه، لا أتباعه
أعني أن الدين لا توجد عليه حجة سوى كتبه وأنبياؤه، بمعنى أن الدين المسيحي مثلا: لا يكون النقاش حول أتباعه سواء من رجال الدين أو مسيحيين عاديين، بل سوف يكون النقاش حول الكتاب المقدس وحول يسوع المسيح عليه السلام والرسل كتاب الوحي، وإذا كان الحديث حول الإسلام سوف يكون النقاش حول القرآن الكريم وحول شخص النبي محمد عليه السلام، ولن يكون النقاش حول علماء الدين من مشايخ وغيرهم ولا حول المسلمين العاديين. لأنهم هؤلاء جميعا سواء رجال الدين المسيحي وعلماء الدين الإسلامي ليسوا حجة على الدين.
هذه الأمور التي أشرت إليها أراها كفيلة أن تضمن حوارا هادفا إن شاء الله.
وأمر أخير فيما يخصني أنا:
وهو أني لم أبدأ هذا الأمر وأقتطع من وقتي لأتبادل الشتائم من الآخرين، ولكن لدي هدف نبيل وراء ذلك، وأرى أن الحوار حول الدين هو من الأمور الجيدة في حياتنا لأنه يتناول أعز ما نملكه وهو الدين والإيمان.
لذا فأرجو من الزملاء الكرام أن نتعاون لنصل إلى حوار متحضر، يهدف فيه كل المشاركين إلى الحقيقة، وفقط الحقيقة.
في انتظار من يؤيد فكرة الحوار بهذا الشكل .. لنبدأ سويا..
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما أتعس الحياة بلا دين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المبرمج العراقي :: المنتدى العام :: منتدى الدين الأسلامي-
انتقل الى: